كيف يمكن دعم الهبة الجماهيرية وتوسيعها؟
ندوة ونقاش نظمه ملتقى نبض الشبابي في مدينة رام الله بتاريخ ١٣-١٠-٢٠١٥
المتحدثون : د. علاء العزة، د.هاني المصري، أ. رلى أبو دحو
رلى أبو دحو:
خلال الفترة السابقة تابعت كتابات الجيل الجديد ومنشوراتهم والأسئلة المختلفة التي طرحت حول جدوى هذا الحراك وفيما اذا كان سيستمر وكانت كل هذه التساؤلات تحمل توتر وقلق والسؤال الأهم عن تسمية هذه الانتفاضة أو الهبة أو الموجة.
يجب أن نتجاهل الأسماء فنحن شعب تحت احتلال ونحن في عملية تراكمية مكونة من معارك صغيرة ستؤدي الى التحرر ففي تاريح البشرية لا يوجد شعب يرضى ويسكت على الاحتلال وكل الشعوب ناضلت وحققت الانتصار فلا تهدروا الطاقات في التفكير في المسميات ولنتمسك في الجوهر والذي هو اننا شعب محتل وما وهذه مقاومة واشتباك مع العدو ونحن ندعم المقاومة وحتى اذا لم ننجح الان ف “يكفينا شرف المحاولة”
ما المختلف هذه المرة؟ ما الجديد؟ لم يختلف شيء فهناك حالة من التركيم وهي ناتجة من حالة القهر الداخلية والخارجية التي نعيشها.
ولكن هذه الحالة كسرت عنجهية حكومة الاحتلال ورئيس وزرائها وذلك يبدو في عدة جوانب:
– كان المسجد الأقصى قريب جدا من التقسيم الزماني والمكاني كما حدث في الحرم الابراهيمي وكانت هجمات المستوطنين في تزايد، أما اليوم فقد خفت وتيرة هذه الهجمات وصرح نتنياهو ويعلون أن الوضع القائم في الأقصى سيبقى كما هو.
– لماذا الآن؟ في آخر شهرين حدث حالة تراكم للقمع و العنف الصهيوني حيث صعد الاحتلال من وتيرة العنف و التعدي على المقدسات و عمليات الضم و التطويب للقدس و الاستيطان و غيره .
– مناقشة الطوق الأمني على الأحياء الفلسطينية في القدس، هذا الأمر سيكون بالتأكيد شديد القسوة علينا ولكن المنحى السياسي الظاهر يكسر السياسة التي انتهجتها حكومة الاحتلال في سبيل “القدس الكبرى” فهم سيضطرون للتخلي عن أحياء فلسطينية وبهذا تفشل مخططاتهم في الضم وهذه هزيمة واضحة.
– جميع محاولات الاحتلال كانت تهدف الى اغراق الفلسطينيين في القدس وابعادهم ليس فقط عن المقاومة بل عن الانسانية من خلال سياسات مختلفة مثل التجهيل وترويج المخدرات ولكن يأتي هذا الجيل ويثبت عكس ذلك حتى في اصعب المناطق وهي مخيم شعفاط.
– اليوم مع كل الدعم السياسي والاقتصادي والدولي المقدم للمجتمع الاسرائيلي الا انه امام حالة من الرعب والارباك والعجز والقلق.
يعني ال عشر أيام السابقة لو انتهت الان في هذه اللحظة الا انها اعطتنا وقود للمقاومة لعشرات السنين.
أما على المستوى الفلسطيني:
– فقد سادت لمدة ٢٠ سنة فكرة “ما الجدوى؟” “الكف لا تناطح المخرز” ولكن اتضح عكس ذلك ونحن نرتكب جريمة اذا قمنا باي دور احباطي.
– الحجر لن يقتل ولن يحرر غدا لكن أهميته بقيمة المقاومة بيد “جيل أوسلو الذي تربى دون أدلجة مستمرة.
– خيار المقاومة، خيار الدولة الواحدة وانهزام المشروع الصهيوني
– فلسطين فوق الطائفية فعلينا أن نرفع شعار الوحدة وقوميتنا العربية
– يجب ان يلتحق الريف بهذا الركب
– يجب أن تكون هناك قيادة ميدانية
– اهم نقطة في كل الحراك هم فلسطينو48، فعلى سبيل المثال كان يجب أن تدعو القيادة الفلسطينية الى اضراب بالتزامن مع اضراب الفلسطينيين في مناطق ٤٨
– أثبتت الانتفاضة أن فلسطين كانت و ستبقى فوق الطائفية.
– الريف لم ينضم بعد للهبة و دخوله سيعطي مقوم استدامة اكبر للعمل الوطني.
على المدى البعيد، ينتعش محور المقاومة رغم كل المحاولات لانهاء وجوده في المنطقة. فقد بدأ بالانتعاش واعادة الانتصار.
د. هاني المصري:
رغم عمري لم أفقد يوما أملي بالشعب الفلسطيني والشباب الفلسطيني. ف ١٨ هبة وموجة وانتفاضة منذ بدأت ما تسمى بالقضية الفلسطينيج تعني أن هذا شعب مقاوم ومستمر.
– يجب أن نتبع الاتجاه الذي يوحد بين القضية والشعب والأرض فأوسلو حاولت ان تفصل بينهم بالتقسيم: فحولت القضية الى قضايا وقسمت الشعب الى مدينة وقرية ومخيم. وحتى حل القضية حولته أوسلو الى مراحل وهذه ليست مجرد أخطاء هذه جرائم وخاصة انه ما يزال هناك من يقول ان هذه الطريق كانت ضرورة.
– جيل أوسلو هو من يدفن أوسلو الان وليس خطاب عباس في الامم المتحدة.
– نحن نريد التغيير الكبير والجوهري وهذه الانتفاضة فرصة لحصول تغيير بسرعة نسبية ولاحظوا كيف تغير الموقف في ١٠ أيام فقط وهذا يدعو للتفاؤل
ما هو هدف هذه الانتفاضة؟
يجب ان يكون هناك هدف حتى اذا تحقق نقول انها انتصرت.
هناك من يقول أن هذه حرب تحريكية للعودة للمفاوضات. والمفاوضات مثل قصة المرأة الفقيرة التي تقول لأبنائها ان الطبخة على النار وهي في الحقيقة وعاء مليء بالحجارة.
لم يتوقف الأمر على عدم تحقيق نجاحات بل خسرنا خسارات فادحة في المفاوضات كما فتحنا المجال لاسرائيل لاستكمال المشروع الصهيوني.
– أهمية ما يحدث اليوم أن الشعب الفلسطيني تارة ينتظر العرب، وتارة ينتظر المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وتارة ينتظر الفصائل ولكن الان قرر الشعب الفلسطيني انه لن ينتظر.
– الانتفاضة تختلف عن الموجة والهبة انهما ردة فعل لكن الانتفاضة لها بعد شعبي وهدف وتنظيم وقاعدة شعبية لتحقق اهدافها.
– فلسطينيو ٤٨ يلعبون دورا يكاد ان يكون قيادي في القضية الفلسطينية.
يجب ان يدور نقاش وحوار عن ما هو هدف الانتفاضة؟ موضوع الاستيطان مثلا هو موضوع يجمع عليه الفلسطينيون والفتوى القانونية لمحكمة لاهاي هو كنز كنا نستطيع وما زال بامكاننا ان نفعل به الكثير وهذا يقودنا الى نقطة: شكل الانتفاضة.
الطابع الشعبي مهم جدا ولكن هناك فرق كبير بينه وبين السلمي. يجب علينا تنظيم تقليل الخسائر ولكن في نفس الوقت يجب أن نوجع المستعمر .
د. علاء العزة
–ماذا يضيف الذي يحدث؟ عنصر مهم أن السياسة الان خرجت من بقاءها حكرا على النخب المؤسساتية واصبح جميع الأفراد لهم الحق في ممارسة السياسة بعد فترة طويلة من محاولات “لا تسييس” الشعب الفلسطيني.
– بالنسبة للعلاقة مع الشعب الفلسطيني فتم كسر منظومة السيطرة التي قامت بها الحركة الصهيونية واوسلو تحديدا مع فلسطينيي ٤٨ حيث يكون شكل الحراك في الداخل بالضبط كما يحدث في الضفة فهناك جيل جديد يقود العمل على الأرض متجاوزا القيادة السياسية.
كيفية الاستدامة:
– التنسيق مع فلسطينيي ٤٨ بشكل مباشر
– الذي يحدث في القدس هو ليس محاولات قتل وطعن للفلسطينيين بل هو عملية تخويف للمجتمع المقدسي وبالتالي تفريغ الشارع من المقدسيين فيجب ان ندفع الحياة اليومية في مدينة القدس وعدم ترك المجتمع المقدس مرعوب وفي هذا الامر خطورة جدية خاصة في البلدة القديمة.
– نظرا لغياب البيئة التنظيمية هناك اقتراح الحيز المكاني وهو خلق حيز مكاني يستبدل غياب الاحزاب السياسية كنموذج ميدان التحرير في مصر. التفكير في مجموعة مواقع لخلق حوار بديل للسياسة واعادة التفكير في اشكال المواجهة ولكن لا يجب ان تكون هذه المواقع خارج نطاق مناطق الاشتباك
– يجب مواجهة ومجابهة السلطة الأبوية التي ستوجه من قبل مؤسسات السلطة او من التيارات المحافظة.
– التواصل مع الناس: توعية و تثقيف بالاضافة الى زيارة اسر المتضررين مثل الجرحى و الاسرى و الشهداء. (مع مبادرات ايجابية لهم و ضغوطات على المستشفيات لتحمل مسؤولياتها و اجبار التنظيمات من تحمل مسؤولياتها ايضا)
– التسميات مهمة جدا وسيتم المواجهة من قبل التيارات المحافظة ولا سبيل لمكافحة هذا النوع من الخطابات الى بربط القضايا الاجتماعية والجندرية مع القضية الوطنية بشكل مباشر.