في انتظار الذي لا يأتي..!
عندما قاد مصطفى كمال أتاتورك (1881-1938)، حرب الاستقلال ضد جيوش الحلفاء، التي احتلت أجزاء واسعة من تركيا، هفت إليه قلوب، وعلى الأقل في فلسطين، فان الامر كان مسألة داخلية.
يخبرنا المناضل محمود الأطرش في مذكراته التي صدرت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية (2015):
*”كان أهالي يافا أوّل من لبى مشروع الاكتتاب العام والتبرع لمساعدة الثوار الاتراك، فجُمعت ملايين الليرات الذهبية وغير الذهبية،..”.
*”علي بيبي من حي المنشية ربى كبشًا، بلغ وزنه قنطارا، ونذره للثورة التركية، ذبحه يوم انتصارها” و”أقام بهذه المناسبة حفلا كبيرا”.
*”عمت الأفراح مدينة يافا، وجميع أنحاء فلسطين، وظهرت أغانٍ شعبية جديدة تمجد الثورة والثوار، وخصوصا مصطفى كمال”.
“اغتنم الرجعيون والسماسرة العرب هذا التضامن والعطف كي يدخلوا في روع الجماهير الشعبية في فلسطين، ان مصطفى كمال باشا، آتٍ بلا شك لتحرير فلسطين، وما عليهم سوى انتظار قدومه لينقذهم من شرور الاحتلال والصهيونية، ولياتيهم بالحرية والاستقلال. وكانوا يذيعون بشكل دائم مختلف الأخبار عن مصطفى كمال، وعن انه سيقوم بصلاة العيد المقبل في المسجد الاقصى”.
عيد وراء عيد أقبل، ولا أحد مُقبل..!
هل يمكن ان يفعل ناس البلاد، شيئا، غير انتظار الآتين الذين لا يأتون؟
فتية الموت على نقاط التماس، لا ينتظرون أحدًا..!