• الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
اتجاه
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
No Result
View All Result
اتجاه
No Result
View All Result

في عزلة اليسار العربي : معارك الواقع ومعارك طواحين الهواء

نديم عيد نديم عيد
12/30/2015
في سياسة ومجتمع

كان عام 2012 وكان أحد أيامي الأخيرة في جامعة بيرزيت، وإحدى جلساتي الأخيرة في كافيتيريا مجمّعها كطالب. قال لي حينها أحد الأصدقاء من خلف طاولة وكأسَي قهوة ما أذكره جيداً “من لم يطرح على نفسه التحليل الماركسي بجدية خلال سنوات حكم سلام فياض، فليس له أي وعي اجتماعي”. حسناً، سأكون صادقاً في الاقتباس. قال حرفياً “من لم يطرح على نفسه التحليل الماركسي بجدية خلال سنوات حكم سلام فياض، فهو –عرص- عديم الضمير”. الذي فاجأني لم يكن تصريحه –عالي الراديكالية- وصيغته الغاضبة، بل أن صديقي الراديكالي هذا، لم يكن يسارياً، بل إسلامياً ملتزماً. فيما بعد، قفز إلى ذهني السؤال التالي: كم من اليساريين فكروا بالتحليل الماركسي، بشكل خاص، في سياق حكم سلام فياض وسياساته الاقتصادية؟ بل كم من الماركسيين نظروا، خلال سنوات سلام فياض السبع على رأس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية، إلى سياساته الاقتصادية من منظور ماركسي؟

الأمر الذي فاجأ الكثيرين، بعد أشهر قليلة، هو انفجار انتفاضة شعبية ضد غلاء الأسعار، سرعان ما ارتفع سقف مطالبها إلى عزل سلام فياض وإلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية، التي قفزت فجأة إلى الواجهة وصارت محط الانتباه والتحليل. موجة الاحتجاجات ذاتها رفعت، بعد وقت قصير على انطلاقها، شعار إسقاط أوسلو، ولم تكن قوى يسارية من رفع تلك الشعارات، بل لم تكن أي قوة سياسية من الطيف السياسي الفلسطيني. في حينها، نعتت وسائل الإعلام في فلسطين، بما فيها تلك التي صبغت نفسها بصبغة تقدمية، حرق الإطارات ورشق الحجارة في تلك الاحتجاجات بالـ”فوضى” وبالـ”ممارسات غير المسؤولة”. ذات الممارسات التي كانت محط تمجيد وسائل الإعلام نفسها عنما كانت موجهة ضد الاحتلال. هذا التناقض في المواقف شمل بعض المثقفين اليساريين الذين دعموا مطالب الحراك (موقف بديهي بالنسبة لمن يقف في صف المعارضة)، لكنهم ترددوا حيال مظاهر الغضب الشعبي، وكأنهم لم يلحظوا تراكم هذا الغضب في السنوات التي سبقت انفجاره، على الرغم من إسهاب هؤلاء المثقفين في تحليل ونقد منظومة أوسلو الاجتماعية والسياسية منذ أن تأسست.

للنقاش زاوية أولى ممكنة، ترتبط  بالسياق العربي. فغياب اليسار، الليبرالي منه والراديكالي، عن واقع الإشكاليات الاجتماعية للشارع، مرتبط بواقع اليسار العربي عموماً. ففي عام 2011 انطلقت انتفاضات شعبية في طول العالم العربي وعرضه، بدأت من صلب الحراك النقابي في تونس، ثم في مصر، رافعة شعارات “شغل، حرية، خبز، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية” وكانت قوى اليسار الأقل تأثيراً على الساحة. غير أن الجدل السياسي في تلك البلدان تحول سريعاً، بعد عزل رؤوس الأنظمة السلطوية، إلى جدل بين “علمانيين” و”إسلاميين”. ورغم أن وسائل الإعلام كان لها دور رئيسي في فرض قواعد الجدل هذا، إلا أن قوى اليسار تبعت اللعبة ولعبتها. فبدل من مناقشة قضايا السياسات الاقتصادية، تركز النقاش في مرحلة مبكرة في مصر، مثلاً، على إدراج الشريعة الإسلامية كمصدر أساسي للتشريع في الدستور الجديد أم لا. هنا، برزت الهوية السياسية لليسار العربي عموماً.  فأن تكون يسارياً عربياً، يعني بالدرجة الأولى أن تكون علمانياً، وغير متدين. هذا التعريف لا يرتبط بالصورة النمطية لليساري فقط، بل بجذور تاريخية. فمنذ نهاية السبعينيات، بدأت قوى اليسار العربي تفقد شيئاً فشيئاً قواعدها الشعبية. وفي سياق “الصحوة الإسلامية”، بدأت تفقد بيئتها الثقافية أيضاً. دفع هذا بمعظم مفكري “الإنتيليجينسيا” اليساريين إلى الاشتباك مع الفكر الديني، بصفته التهديد الأبرز لبيئتهم الثقافية، جاعلين من المعركة الثقافية ضد الفكر الديني قضيتهم الأولى، ومن قضايا العدالة الاجتماعية قضية ثانية وربما ثالثة، على الرغم من أن القضية الأساس للفكر اليساري بشكل عام هي القضية الاجتماعية، وليست الدين.

الماركسيون في أميركا اللاتينية مثلاً، لم يقاوموا الثقافة الدينية المترسخة منذ قرون في مجتمعاتهم، وركزوا على التناقض الطبقي الأزلي بين الأقلية الغنية الوارثة لامتيازات الاستعمار الاسباني، والمرتبطة بمصالحها بالولايات المتحدة كقوة استعمارية جديدة، وبين الطبقات الكادحة الوارثة لبؤس السكان الأصليين والعبيد الأفارقة. تبنوا الثقافة الفلاحية وجعلوها ثقافة نضالهم ولغته ووجهه، في وجه ثقافة البرجوازية المدينية البيضاء، كاشفين عورة الصراع الطبقي بكل فداحته، دون أن تتمكن السلطة من إخفاء ملامحه الحقيقية، ولا حتى من خلال نعتهم بالملحدين، والكفرة، والماسونيين وما إلى ذلك، لأنهم لم يخوضوا في مضمار الدين أصلاً. بل أنهم لبسوا الثقافة الفلاحية بكل ما فيها من شعارات ورموز ثقافية ودينية، حتى صارت الشعارات المسيحية نفسها شعارات ثورية، ولم تتمكن حتى أجنحة الكنيسة الكاثوليكية الأكثر فاشية من الوقوف أمام تلك الظاهرة، التي جرّت بقساوسة وراهبات إلى صفوف الثورة المسلحة.

الماركسيون العرب، على العكس، لم يأخذوا بجدلية المكان والزمان، ونقلوا شعارات التجربة الماركسية الكلاسيكية في أوروبا كما هي. فدخلوا في علاقة عدم تفاهم متبادل مع شعوبهم، ومع الكادحين من شعوبهم بالتحديد، الذين كان يفترض بهم أن يكونوا المادة الأساسية للحركة الاشتراكية العربية. أضاعوا الفرصة التاريخية، ويضيعونها اليوم، في عصر الحراكات الاجتماعية في الوطن العربي مرة أخرى، تاركين الساحة للخطباء الدينيين ليملأوا الفراغ بأجوبتهم السهلة وخطاباتهم السطحية، يجذبون بها موجات الشباب من أبناء الفئات العاملة، إلى مشاريع سياسية بعيدة عن الأهداف الثورية التي نهضوا من أجلها.

للنقاش زاوية أخرى، تتعلق بفهم اليسار العربي لنفسه ولدوره. فمنذ أن صارت القوة الأساسية لمعظم القوى اليسارية العربية منحصرة على فئة من المثقفين “التقدميين”، تعززت لدى هؤلاء فكرة “الطليعة الثورية” التي من شأنها أن تقود وأن تؤطر نضال الجماهير الجاهلة. نظرة اليساريين لأنفسهم كطليعة ثورية، أكسبتهم حصانة ضد النقد الذاتي، وضد مواكبة التغيّرات التي عصفت بمجتمعات العالم قاطبة في سياق العولمة النيوليبرالية.

فهذه العولمة جاءت تحطم حدود الخصوصية الثقافية للمجتمعات. عملية الهيمنة هذه هي عملية في جوهرها اقتصادية، لأنها تتم بتدمير البنى الاقتصادية الخاصة بكل مجتمع، بما فيها الانتاج المحلي، من صناعات وطنية، واقتصادات عائلية ومجتمعية، ومن خلال الخصخصة المجنونة لصالح رأس المال العالمي، وجر الطبقات الفقيرة والوسطى إلى نمط استهلاكي يستنزف دخل الناس وثمرة كدحها.

جاءت سياسات العولمة النيوليبرالية بمنطق الامبراطورية، تفرض لبساً ثقافياً موحداً على شعوب العالم، هو لبس الثقافة الاستهلاكية على الطريقة الغربية. هذا الواقع الجديد دفع بشعوب العالم إلى الدفاع عن هوياتها الثقافية الخاصة، وإلى فهم هذا الدفاع، بالمنطق الطبيعي، كجزء أساسي من دفاعها عن سيادتها على مقدراتها ومصيرها. لهذا نرى أن حركة مناهضة العولمة ليست موحدة ثقافياً، بل هي فسيفساء من حراكات كثيرة بثقافات متنوعة، وقضايا اجتماعية متنوعة، متحدة في نضال واحد ضد العولمة الرأسمالية ونظامها الاستغلالي، ومطالبة “بعالم آخر ممكن”. في هذا السياق، كان من الطبيعي أن تلجأ الشعوب العربية إلى خصوصيتها الثقافية كشعوب إسلامية، وأن تتحصن بتقليدها الإسلامي. هنا، كانت قوى اليسار غائبة، وكانت قوى الإسلام السياسي حاضرة. غير أن الشباب العربي العاطل عن العمل، والموظف العربي المعرّض للاستغلال والتغرّب، وملايين العائلات العربية التي لم تزل دون رعاية صحية، أو فرص تعليم لأبنائها، أو حتى مأوى، لم تجد في الإسلام السياسي ما لم تجده أيضاً في اليسار، من تغيير لأسباب معاناتها وانتهاك كرامتها، حتى انفجرت المجتمعات العربية في وجه البؤس والاستغلال والفساد، رافعة المطالب الثورية المحقة والصحيحة … بدون طليعة ثورية! لم تمر بالجدل العقيم حول الدين والتديّن، بل ذهبت مباشرة إلى جوهر مشاكلها. كان هذا قبل أن تأتي “الطلائع الثورية” إسلامية وعلمانية، لتحرف الجدل السياسي من جديد إلى قضية الدين، والذي خرج عن السيطرة فيما بعد، حين طفى على السطح شبح التناحر الطائفي.

للنقاش زاوية أخرى، سنجعلها –للآن-زاوية نهاية مؤقتة، بالعودة إلى الواقع الفلسطيني. ففيما تُكتب هذه السطور، تقبل الهبة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي على اختتام شهرها الثالث. انطلقت هذه الهبة من خارج كل الأطر السياسية، كما انطلقت انتفاضة عام 2012 ضد الغلاء والفقر، وكما انطلقت كل الثورات العربية، من تونس إلى مصر إلى البحرين. قطعت الهبة الفلسطينية أسابيعها الأولى دون أن تدخل الفصائل والأحزاب الفلسطينية مضمارها، حتى فرض السؤال عن دورها نفسه، في الإعلام وفي التحليل السياسي. لكن حقيقة أخرى لم تخفَ عن الإعلاميين والمحللين على حد سواء، هي أن في جذور هذه الهبة ترزخ ظروف اقتصادية واجتماعية بائسة، دفعت بالشباب الفلسطيني إلى الثورة على الواقع السياسي، وعنوانه الأول الاحتلال. لا انطلاقاً من يأس ساذج، بل انطلاقاً من وعي وفهم عميق، لحقيقة أن الركود السياسي هو سبب رئيسي في تدهور حالة قضيتهم الوطنية، وأيضاً تدهور ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية. فهموا أيضاً، أن جوهر النضال هو استعادة سيادة الإنسان على حياته، ابتداء من واقعه المباشر المحلي بعين لا تخطئ البوصلة الاستراتيجية الموجهة صوب التحرر العام سياسياً ووطنياً واجتماعياً. وفهم شباب الانتفاضة الفلسطينية أخيراً، أن هذه العملية التحررية لا تتم في منابر النقاش الأيديولوجي حول الدين والعلمانية، بل تتم في الشارع، وفي الحارة، وخلف المتراس، حيث صارت المرأة مساوية للرجل، متجاوزة كل الجدل الأيديولوجي والديني حول موقعها في المجتمع.

يقول المفكر الماركسي الهندي، فيشاي براشاد، أن “الاشتراكية تتعلق بكسر الهرميات السلطوية والطبقية، لا بكسر الجدران”. ويقول المفكر التحرري، والوجه الملثم للحركة الزاباتية في المكسيك، ماركوس، أن “العالم الذي نسعى لبنائه هو عالم يتسع لكل العوالم، والوطن الذي نسعى لبنائه هو وطن يتسع لكل الأوطان وكل اللغات”. إن الهرميات السلطوية والطبقية تكسر اليوم في ميادين العالم العربي وشوارعه، حيث تولد عوالم جديدة وأوطان جديدة تتسع لكل الأوطان والهويات الاجتماعية والفكرية يأخذ فيها طالب ذات تربية إسلامية التحليل الماركسي على محمل الجد في فهم البؤس الاقتصادي لبلاده، ويأخذ فيها شاب ذات تربية علمانية التقليد الإسلامي على محمل الجد في فهم الخصوصية الثقافية لمجتمعه. هذا يحصل الآن، أمام أعيننا، فيما يمضي بعض اليساريين في معاركهم الأيديولوجية ضد عناصر أساسية في ثقافة شعوبهم، متصورين أنفسهم طلائعاً لهذه المعارك. على نهج بطل الرواية الكلاسيكية “دونكيشوت”، الذي لا يميز بين الواقع وبين ما يوجد داخل رأسه، ويندفع إلى معاركة طواحين الهواء متصوراً إياها وحوشاً، دون أن يدرك أنه يمضي إلى حتفه.

  •  
ShareTweetPin
نديم عيد

نديم عيد

اقرأ أيضًا

لماذا علينا أن نقاطع انتخابات الكنيست والمجلس التشريعي معًا؟
سياسة ومجتمع

لماذا علينا أن نقاطع انتخابات الكنيست والمجلس التشريعي معًا؟

مهند أبو غوش
04/20/2021
الغايب عذره معاه
سياسة ومجتمع

الغايب عذره معاه

أ. م. و.
04/17/2021
يوم الأرض: تمدّد المصادرة والاستيطان
سياسة ومجتمع

يوم الأرض: تمدّد المصادرة والاستيطان

ديما كبها
04/03/2021
حراك الأشخاص مع إعاقة: الإضراب 63 يومًا من أجل الحصول على تأمين
سياسة ومجتمع

حراك الأشخاص مع إعاقة: الإضراب 63 يومًا من أجل الحصول على تأمين

نمير مُغربي
03/24/2021
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد

جميع الحقوق محفوظة - اتجاه 2020

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد