• الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
اتجاه
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
No Result
View All Result
اتجاه
No Result
View All Result

الماضي والحاضر

حاتم الطحّان حاتم الطحّان
08/12/2016
في ثقافة وفن

حدّق “كريستيان” بعينيه القويتين وأرخى سمعه جيداً، نظر بتركيز إلى الوادي، فقد لاحظ حركةً غريبةً هناك أسفل التل. رمق كريستيان فتى صغيراً مع أغنامه، تحسس قوسه ونشابه، وثبّت السهم في مكانه المناسب، وتأمل. كل خلاياه العصبية تعمل الآن بكامل طاقتها ونشاطها، فلحظة القتل تحتاج إلى استغراق تام في الانتباه وتركيز الذهن. “هؤلاء العرب الأغبياء يجبروننا دائماً على قتلهم… كيف يتجرأ ويقترب إلى هذا الحد من أسوار الحصن ؟” انطلق السهم وأصاب بمقتل. انتظر لحظات ولم تتحرك الجثة، عندها فقط تنفس الصعداء، فقد قام بواجبه على الوجه الأكمل.

“أغبياء.. جميعهم أغبياء، حتى مسيحييهم مجرد مهرطقين”.

“كريستيان” المقاتل العنيد الشرس الشاب الفقير القادم من فرنسا، والذي أصبح جزءاً من الحملة الصليبية مجبراً لا مخيّراًّ بعد خطفه من قبل فرسانها، كان يتمتع بميزة  قلّة من الناس من يستطيعون مجاراته فيها، وهي ببساطة “الإتقان”، فهو يتقن كل واجباته ومهماته بطريقة محترفة دقيقة. يتقن القتال، ويتقن الكره، ويتقن سفك الدم باسم الرب. لا بل كان يتفنن في إجادة الإتقان بكل تفاصيله وبكل المهام الملقاة عليه؛ بدءاً من مهام التنظيف وخدمة ورعاية فرسان الرّب في بداية الحملة، حتى تحوله إلى مقاتل شرس على أسوار القدس. وهو بالإضافة إلى الإتقان كان صبوراً ومؤمناً أشدّ الإيمان بأن الله قد وهبهم هذه الأرض المقدسة وما عليها. دعنا نقول إن “كريستيان” كان يستخدم سيفه ليغسل خطاياه ويتقرب إلى الرّب بطاعته لكنيسته وللفرسان. وفي سبيل الرب، يتحمل كل شيء مهما كان. فكما كان يتحمل كل الاعتداءات الجنسية من قبل نبلاء وفرسان الحملة – وكان بحق يتقن دوره فيها ببراعة –  كان أيضاً يقتل العرب بشهوة ويتلذذ بذبحهم وإراقة دمائهم، وهو عمل يتقنه بمهارة شديدة كذلك. عاود ” كريستيان ” التحديق بعينيه القويتين ونظر بتركيز إلى الوادي “أين الجثة؟ لقد أصبت الفتى أنا متأكد!! هنالك رمح على الأرض، يبدو أن الفتى كان يخطط لإلقائه لداخل أسوار الحصن، لكن أين الجثة؟

أخذ شهيقاً عميقاً وسرح بنظره عبر الجبال، فكّر ملياً “الجّثة غير مهمة!!” استغرق في التأمل وشرد ذهنه إلى ذكرياته في البيت مع والديه، إلى أصدقائه في الحقول “لا تهم الجثة أبداً” إلى لحظة انتزاعه من حضن أمه …

رنّ صوت جهاز اللاسلكي برنته المزعجة، رجع “إيتسيك” من تأملاته التي يستمتع بها عند النظر عبر نافذة البرج الشاهق عبر الجبال حارساً أسوار المستوطنة،

– “إيتسيك”، هناك حركة غريبة حولك.

نظر “إيتسيك” أسفل التل وقام بتعبئة رشاشه الآلي… حدّق جيداً… هناك فتى مع أغنامه يقترب بشكل مبالغ فيه، ويبدو أنه يحمل شيئاً مريباً في يده …

ShareTweetPin
حاتم الطحّان

حاتم الطحّان

اقرأ أيضًا

في رثاء حاتم علي: من يحمل عبء الذاكرة؟
ثقافة وفن

في رثاء حاتم علي: من يحمل عبء الذاكرة؟

نضال خلف
03/15/2021
من معرض “لفتا” إلى كلّ القرى المهجرة
تلامذة

من معرض “لفتا” إلى كلّ القرى المهجرة

حراك صدى
03/11/2021
ثقافة وفن

فرسان السينما الفلسطينية (جزء من كتاب)

هيئة التحرير
02/13/2021
ثقافة وفن

أزمة اللغات المحليّة

آثر برغوثي
02/13/2021
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد

جميع الحقوق محفوظة - اتجاه 2020

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد