• عن اتجاه
  • كيف تكتب معنا؟
  • اتصل بنا
اتجاه
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
No Result
View All Result
اتجاه
No Result
View All Result

عن "طهارة" السلاح

فارس شوملي فارس شوملي
02/13/2021
في سياسة ومجتمع

– هل ينقذنا الاستسلام من الموت اليومي؟

بالطبع لا! ولكن هل صدقنا فعلاً أسطورة طهارة سلاح عدونا؟! ربما.. أحياناً ومؤقتاً على الأقل.. قلة مستفيدة ربما. قد نسعى نحن المستعمَرون لإقناع أنفسنا بالوهم: إن لم نقاوم الموت، لن نُقتَل! كما أنَّ المستعمِر -على نقيضنا- يحاول تبرئة نفسه بالوهم: لو لم يقاوموننا، لما قُتلوا.

عندما تُستدخل الهزيمة إلى عمق نفوس المستعمَرين، يبدأون – عوضاً عن الرهان على شعبهم وقوته وفاعليته – بالرهان على رحمة المستعمِر. إن كان مصيرنا بيد مستعمِرنا، فلنحاول إقناع أنفسنا -وأحيانا لنحاول إقناع مستعمِرنا – أنَّه رحوم، وسلاحه طاهر ولن يقتلنا.

لكنَّ كلا النقيضين يعرفان جيداً أنَّ طهارة السلاح وهمٌ. وفي هذه القراءة سنبيِّن كيف أنَّ أعداءنا تخلوا عن هذا الوهم، في الوقت الذي تتمسك فيه قيادات عربية وفلسطينية مهزومة.

تاريخ الأسطورة:

في التاسع عشر من تشرين الثاني عام 1948، وفي ظل أحداث النكبة المستمرة حينها، نشر الشاعر الصهيوني "نتان ألترمان" في جريدة "دافار" قصيدته بعنوان "على هذه" في "العامود السابع" الذي كان يكتبه "ألترمان" باستمرار في هذه الجريدة.

تعتبر هذه القصيدة من مصادر مفهوم طهارة السلاح في المؤسسة العسكرية الصهيونية. وتحمل القصيدة، في أبياتها الأولى تحديدا،ً نقداً للممارسات العسكرية للجيش الصهيوني بحق الفلسطينيين، فيُصوِّر "ألترمان" جندياً شاباً "يجرب" رشاشه في قتل عجوزين عاجزين لا يشكِّلان خطراً عليه. وفي حين أنَّ هذه القصيدة –حالها حال مفهوم طهارة السلاح- تُوجِّه نقداً لعنف الجيش الصهيوني، إلا أنَّنا نحاجج في هذه القراءة أنَّ هذا النقد يستند إلى أرضيَّةٍ صهيونية، وهو بمثابة دعاية تسعى لتجميل السلاح الصهيوني من خلال تصوير العنف كحدثٍ طارئ على الجيش الصهيوني يُمارَس تجاوزاً بشكل فردي، لا كعنف موقعه في صلب بنية النظام الاستعماري الاستيطاني.

يُعرِّف "دان ياهف" في مقدمة كتابه "طهارة السلاح":

استعمال سلاح من أجل الدفاع أو لإبادة قوة عدو مُهاجِّم في معركة. ولكن القصد الأساسي هو الامتناع قدر الإمكان من استعمال سلاح لإشفاء غليل انتقام أو إصابة أبرياء. (…) وبشكل خاص الامتناع عن إصابة أبرياء، نساء وأطفال.[1]

ويكمل ياهف:

"طهارة السلاح" مصطلح يرتبط على الأغلب بأعمال إرهابية، وهذه في معظم الحالات صعبة التعريف. حدث عنيف يتم وصفه في وسائلَ إعلام متعاطفة بأنه عبارة عن عملية قام بها محاربو عصابات، أو عملية انتقام شرعية نفذها جنود، في الوقت الذي يطلق صحافيون وباحثون وغيرهم غير متعاطفين مع أهداف العملية يطلقون عليهم "إرهابيون".[2]

مفهوم طهارة السلاح، الذي يعتبر جزءاً من الكود الأخلاقي للمؤسسة العسكرية الصهيونية، لا يعني أنَّ سلاحهم لا يخطئ، بل على العكس تماماً، إنَّه دعوةٌ لنقد السلاح، ويُقصد بالسلاح هنا الفردي منه لا المؤسساتي، فالمفهوم يحصر نقد السلاح في حالاتٍ فردية يقوم بها بعض الأفراد كردِّ فعل أو للثأر، فتصبح الدعوة لطهارة السلاح دعوةً لمحاسبة هؤلاء الأفراد للحفاظ على "طهارة" عنف السلاح البنيوي في النظام الاستعماري.

وهذا بالضبط ما يؤسس له مطلع القصيدة:

عبر المدينة المحتلة في جيب

صبي قوي ومسلح … صبي شبل.

وفي الشارع الصحراوي

رجل مسن وامرأة

هربوا من وجهه تجاه الحائط.

وابتسم الصبي مظهراً أسنان الحليب:

"أُجَرِّب الرشاش" … وجرَّب.

وغطّى المسن وجهه بكلتا يديه …

وانتشر دمه على الحائط.

ففي حين يبتدئ "ألترمان" قصيدته بالنقد والاحتجاج، إلا أنَّه يتراجع سريعاً ليوضح بأنه لا يحتج على مجمل أحداث النكبة، التي يصفها بـِ"معارك الحرية"؛ فالنقد في هذه الأبيات موجَّه حصراً وبالتحديد لبعض التجاوزات في النكبة، لكنَّ النكبة بحدّ ذاتها هي فعل "تحرر".

ويقول "يتسحاق لاؤور" إنَّ السلطة دائماً قسَّمت "الجرائم إلى قسمين: تلك التي تُرتَكَبُ باسمها –وهي ليست بالجرائم، ويفضل، ولمزيد من الأمن، عدم التكلم عنها- وتلك التي لا ترتكب باسمها، ولهذا يتوجب محاكمة مرتكبيها أو المطالبة بذلك على الأقل."[3] إنَّ ما يقوله "لاؤور" إذا فُسِّرَ في سياق القصيدة، هو احتجاج على الجرائم التي لم تُرتَكب باسم "السلطة"، ويُستثنى منه الاحتجاج على الجرائم المنظمّة التي كانت سبباً في التهجير والنكبة، بل يكتفي في التجاوزات الفردية لها. وكما تحدثت هنيدة غانم[4] عن المحو والإنشاء الماديّ للقرى الفلسطينية في النكبة، والمحوّ الرمزيّ من السجلات وللأسماء العربية، يقوم "ألترمان" في هذه القصيدة بشكل آخر من المحو الرمزي للإرهاب المنظم عام 1948، في مقابل إنشاء احتجاج "نقدي" حول الأعمال والتجاوزات العنيفة الفردية للعنف البنيوي. وبذلك يكون ما يخفيه "ألترمان" في قصيدته أعظم شأناً مما يرويه، أو لنقل إنه أخفى ما هو أعظم شأناً بروايته "للتجاوزات الفردية"، أي أنَّ الإنشاء هنا هو شكل من أشكال المحو أيضاً.

والجدير بالذكر أنَّ "بن جوريون" استقبل هذه القصيدة باحتفاء كبير وأمر بطبع حوالي مئة ألف نسخة وُزعت على جنود الجيش الصهيوني. هذا ويُعتَقَد أن هذه القصيدة مُستكتبة من "أوامر عليا".[5]

 

وهم "ألترمان" في سياق اليوم:

ومن المثير أنَّ هذه الصورة الشعرية وهذا النقد الذي قوبل باحتضان المؤسسة الرسمية الصهيونيَّة في حينها وخصوصاً "بن جوريون" والمؤسسة العسكرية إلى حد كبير، سيقابل ذاته اليوم برفض حادّ من المؤسسة الرسمية. فالمؤسسة الصهيونية والنظام السياسي في إسرائيل انزاح بالمجمل إلى يمين الخارطة السياسية، وهيمنت عليه قوى أكثر تطرفاً، جعلت من نقد المؤسسة العسكرية أو نقد ممارسات فردية لجنودها -وإن على أرضيَّةٍ صهيونيَّةٍ- جريمةً كبرى لا مكان لها في حرية الرأي والتعبير في أوساط المستعمِرين إياهم. ويعود ذلك لتحول الهيمنة على النظام السياسي من هيمنة معسكر اليسار والصهيونية السياسية (العملية) إلى هيمنة اليمين الصهيوني.

يدَّعي رائف زريق أن اليسار الصهيوني يميل إلى التملق وتجميل صورته والحصول على مباركة القوى الكبرى لإتمام مشروعه، بينما يرفض اليمين التملق من منطق الجدار الحديدي. ولذلك، فنقد القصيدة للمؤسسة العسكرية واحتضانه من هذه المؤسسة، يأتي في سياق التملّق، وليس في سياق نقض الاستعمار. فالقصيدة برأينا تأتي على أرضية استعمارية، وتؤسس لسياسة عسكرية استعمارية "أفضل/ أنظف"، ولكنها لا تشكل تهديداً ولا بأي شكل من الأشكال للمنظومة الاستعمارية الصهيونية في فلسطين. أي أن هذا النقد الذي كان مقبولاً في سياق "التملّق" تحت سيطرة اليسار الصهيوني، أصبح مرفوضاً في سياق "رفض التملق" تحت سيطرة اليمين الصهيوني، كونه غير معنيٍ بالتملق[6].

وإذا ما قارنَّا بين حالة الجندي الشاب في قصيدة "ألترمان" مع " إليئور أزاريا" الذي قتل الشهيد "عبد الفتاح الشريف" في مدينة الخليل، يمكننا أن نلحظ تغيراً في مفهوم طهارة السلاح، ففي الحالة الأولى كان المفهوم دعوةً "نقدية" لتطهير المؤسسة العسكرية من حالات فردية تسيء استخدام السلاح، وأصبح في الحالة الثانية وكأنه مُعطى يؤسَّس عليه. أي أنَّ السلاح الإسرائيلي هو طاهر بالأساس، وبناءً على هذا المعطى يجب أن نفهم الممارسات العسكرية الإسرائيلية وحتى ما كان يسمى بالتجاوزات الفردية. ونستشف ذلك من تسابق السياسيين لتقديم الالتماسات بحق "أزاريا" بالرغم من الحكم السخيف للمؤسسة القضائية عليه (18 شهراً). وفي ذات السياق تصريح "نفتالي بينيت" عقب صدور الحكم: "أمن مواطني إسرائيل يستوجب إصدار عفو عن أزاريا"[7]. فنقد "ألترمان" للجندي الشاب عام 48 كحالة فردية لا تمت "لأخلاقيات المؤسسة العسكرية بصلة" يجب معالجتها واستئصالها، استبدل اليوم باحتضان شعبي ورسمي لهذا الشاب كبطل قومي يجب الدفاع عنه في وجه الهجوم "اللا-وطني" عليه.

خاتمة:

يُفسِّر "ألترمان" كتابته لهذه القصيدة، بأنّه لو كانوا مضطرين للكتابة عن هذه الحرب، فيجدر بهم الكتابة لا عن "البطولة والتحرر" فقط، بل وعن الأخطاء:

الحرب تطلب تعبيراً وأغاني…

حسنٌّ! يُغنى لها! إذا كان كذلك، حتى عن هذه!

يبدو هذا التفسير أقرب ما يكون لمحاولة "استعادة الإنسانية" للمستعمِر وعالمه والحفاظ على الاستعمار في آن، إنه محاولة في المستحيل: استعمار "بوجه إنسانيّ". هذه القصيدة تشبه إلى حدّ كبير تساؤل إحدى المظليات أمام أعضاء كيبوتسها التي أُنزلت في أوروبا في الحرب العالمية الثانية وبقيت على قيد الحياة:

لدي سؤال يسبب لي أحلاماً مفزعة: كم معركة سيحارب فيها شبابنا قبل أن يصبحوا حيوانات؟[8]

يجيب فرانز فانون: "ستنقضي قرون طويلة قبل أن نستطيع رد الإنسانية لهذا العالم الذي أنزلته القوى الاستعمارية إلى الحيوانية."[9]

إجابة فانون على هذا السؤال غير قابلة للتأويل، لقد أصبحتم حيوانات منذ أن استعمرتمونا، ولا استرداد لإنسانية هذا العالم إلّا بفعل المستعمَرين لا المستعمِرين، وبتفكيك الاستعمار بما يستدعيه ذلك من فعل تحرري عنيف.

 

 


 

[1] ياهف، دان. طهارة السلاح: أخلاق وأسطورة وواقع. ترجمة وتقديم جوني منصور. رام الله: مدار- المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية. 2004. ص19

[2]  المرجع السابق. ص21

[3] لاؤور، يتسحاق. "اللغة الممزقة". في كتاب "ذاكرة، دولة وهوية: دراسات انتقادية حول الصهيونية وإسرائيل". ترجمة: انطوان شلحت. رام الله: مدار- المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية. 2002. ص 99

[4] غانم، هنيدة. "المحو والإنشاء في المشروع الاستعماري الصهيوني"، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 96، خريف (2013). بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

[5] لاؤور، يتسحاق. مرجع سبق ذكره. ص98

[6] زريق، رائف. "في مديح التملق"، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 108، خريف (2016). بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

[7]  وكالة وفا. "الحكم على الجندي قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف بالسجن 18 شهرا". تاريخ النشر:21/2/2017. تاريخ الوصول: 10/5/2017.  http://www.wafa.ps/ar_page.aspx?id=DJFMKya734504908467aDJFMKy

[8]  مقتبس لدى دان ياهف. مرجع سبق ذكره. ص 20

[9] فانون، فرانز. "معذبو الأرض،" ترجمة سامي الدروبي وجمال الأتاسي. الطبعة الثانية. القاهرة: مدارات للأبحاث والنشر. 2015. ص89

ShareTweetPin
فارس شوملي

فارس شوملي

اقرأ أيضًا

يوم الأرض: تمدّد المصادرة والاستيطان
سياسة ومجتمع

يوم الأرض: تمدّد المصادرة والاستيطان

ديما كبها
04/03/2021
حراك الأشخاص مع إعاقة: الإضراب 63 يومًا من أجل الحصول على تأمين
سياسة ومجتمع

حراك الأشخاص مع إعاقة: الإضراب 63 يومًا من أجل الحصول على تأمين

نمير مُغربي
03/24/2021
عام على الوباء- الآن بدأنا
سياسة ومجتمع

عام على الوباء- الآن بدأنا

يارا إلياس
03/21/2021
نقد الأيديولوجيا الكولونيالية المغربية [2]: اليهود المغاربة والصهيونية
سياسة ومجتمع

نقد الأيديولوجيا الكولونيالية المغربية [2]: اليهود المغاربة والصهيونية

متعب الهذال
03/16/2021
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد

جميع الحقوق محفوظة - اتجاه 2020

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد