ترجمة: هند بطة
ما حدث هنا في بلدنا أنَّ المستعمِر البرتغاليّ لم يعمل على مصادرة الأرض، بل سمح لنا بزراعتها. لم يُؤسس شركات زراعيّة على النمط الأوروبي كما فعل، على سبيل المثال، في أنغولا، الأمر الذي أدى إلى تشريد الأفارقة من أجل توطين الأوروبيين. هنا في غينيا بيساو، حافظنا على هيكلٍ أساسي في ظل الاستعمار – الأرض كملكية تعاونية للقرية والمجتمع، وقد كانت هذه سمة مهمة جداً بالنسبة لفلاحينا. هذه السمة في النمط الزراعي لم تُستغل بشكل مباشر من قبل المستعمِرين، ولكن تم استغلالها من خلال التجارة، حيث تم العمل على زيادة الاختلافات بين الأسعار والقيمة الحقيقية للمنتجات. وكانت هذه الطريقة التي يتم من خلالها الاستغلال، وليس الاستغلال من خلال العمل المباشر، كما يحدث في أنغولا مع العمال وموظفي الشركات. وقد خلقت هذه الطريقة صعوبة خاصة في كفاحنا ضد المستعمِر، تمثَّلت في صعوبة إظهار الواقع للفلّاح بأنه كان يُستغل في بلده.
إنَّ إخبار الفلاحين بأنَّ "الأرض ملك لأولئك الذين يعملون عليها" لم يكن كافيًا لتعبئتهم ودفعهم للمواجهة، لأنَّ لديهم أكثر من مساحة كافية، فهناك كل الأرض التي نحتاجها. كان علينا أن نجد صيغة مناسبة لتعبئة الفلاحين، بدلاً من استخدام المصطلحات التي لم يستطيعوا فهمها لتساعدهم على فهم جوهر الصراع. لا يمكننا أبدًا تعبئة شعبٍ ببساطة على أساس الكفاح ضد الاستعمار – وهذا ليس له أي تأثير. الحديث عن الكفاح ضد الإمبريالية ليس مقنعاً بما فيه الكفاية. بدلاً من ذلك، كان علينا أن نستخدم لغة مباشرة يفهمها الجميع:
"لماذا ستقاتل؟ من أنت؟ ومن هو والدك؟ ماذا حدث لأبيك حتى الآن؟ ما هو الوضع الآن؟ هل دفعت الضرائب؟ هل دفع والدك الضرائب؟ ماذا فعلت هذه الضرائب؟ ما هي كمية الفول السوداني التي تحصل عليها –خاصتك-؟ هل فكرت في المبلغ الذي ستكسبه من الفول السوداني الخاص بك؟ ما تكلفة العرق الذي تصبب من عائلتك أثناء العمل؟ من منكم وُضع في السجن؟ هل ستعمل على بناء وشق الطرق: من الذي يعطيك الأدوات؟ أنت تحضر الأدوات. من يقدم لك طعامك؟ أنت تقدم وجبات الطعام الخاصة بك. لكن من يمشي على الطريق؟ من لديه سيارة؟ ماذا عن ابنتك التي تعرضت للاغتصاب، هل أنت سعيد بذلك؟"