نعود هذه المرة بعد غيابٍ طويل. نعود هذه المرة على أمل الاستمرار، ومرةً أخرى كتجربة شبابية نقدية ومُستقلة، تعود اتجاه وما زالت “لا تُشترى ولا تُباع”.
نعود لأننا نؤمن أننا بحاجة لمنصة مستقلة نعلن من خلالها صوتنا ونقاشاتنا وقضايانا كفلسطينيين وفلسطينيات بشكلٍ حقيقي غير محصور داخل جدران التقليد والتبعية، ومتجاوزين التقسيمات الجغرافية الاستعمارية في الكتابةِ والتنسيق والمضمون. تعود اتجاه كما كانت بعفويّتها، وتحاصر تجربتنا سلاسل الاستعمار التي تعرقل وتجعل من حياتنا اليوميّة مليئة بالتوتّر والتوجّس؛ بينَ طموح بناء منصّة مستقلّة، على أساسِ المبادرة والتطوّع، وبينَ الشروط المادّية والمعيقات، التي نعيشها راهناً.
نعود رغم كثرة وتنوّع المنصّات الإعلامية، لا ندعي تميزًا وأفضلية، إنما نرى أنَّ هناك ضرورةً لوجود “اتجاه” كمنصة إعلامية مستقلة ومتاحة أمام الجميع أو وخصوصًا من هم في الهامش، بعيدًا عن السلطات وما تمثله ويمثلها. ونؤمن في ضرورة توسيع الهامش كرؤية معارضة للقائم الذي يشكّل حياتنا، وألا نقف في الحياد، إنما نطرح ما ينتهك حياتنا للنقاش ونسلط الضوء عليه.
وهذا واجبنا كشباب وطلبة، نحاول من خلاله أن نتخيّل وأن نعاود التأكيد على ضرورة الأمل في ظلّ كل ما يحصل، ورفضِ التشاؤم في العقل والإرادة، المحكوم علينا، بل أنَّ نحاول إعادة المجال لتخيل أمل وإمكانية صياغة مستقبل جديد لنا جميعًا. ستعمل اتجاه وكما كانت مرةً أخرى على أساس مبدأ الإتاحة والتجربة والاجتهاد، لتكون منصةً متاحةً للجميع ونخصّ الطلبة، على أساس المشاركة في بناء مساحة حرّة ومستقلة.