• الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
اتجاه
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
No Result
View All Result
اتجاه
No Result
View All Result

التواصل: ما بين تهمة المستعمِر والتحرر الوطني

أمير  مرشي أمير مرشي
03/02/2021
في سياسة ومجتمع

في عصرٍ تزداد فيه سياسات السلطات الاستعمارية الرامية إلى تفكيك أواصر الشعب الفلسطيني وحصره داخل المعازل المتفرّقة، ما زالت قياداتنا السياسية التقليدية تتمسّك بمشاريع مرهونة للتقسيمات الجغرافية القانونية-السياسية التي حدّدها لنا الاستعمار، ممّا يعزّز من صلب قضبان زنازيننا الجماعية المختلفة. غير أن التحرّكات المختلفة التي يقودها الشباب عبر الحدود الاستعمارية تعكس حالة تباين حادة.

في نهاية شهر كانون الثاني أطلقت الحملة الإلكترونية “#متواصلون”، وذلك على خلفية حملة الاعتقالات التي تشنّها قوّات الاحتلال، التي تستهدف فلسطينيات/ين في الداخل والقدس والضفة الغربية، على أساس تهمة “التواصل غير المشروع” مع أبناء وبنات شعبنا الفلسطيني، أو مع لاجئين أو عربًا في الوطن العربي الأوسع. لقيت هذه الحملة استجابةً واسعةً على منصّات التواصل الاجتماعي، إذ عبّرت عن تمسّك الجيل  الفلسطيني الشاب في جميع أماكن تواجده بالامتداد الجغرافي الطبيعي لوطنه وشعبه، ورفضه لسياسات التجزئة الاستعمارية.

إن الـ”تواصل” لا يحتاج أن يكون فعلًا سياسيًّا; أيّ أنّ “التواصل” هو فعلٌ طبيعي، كما ذكرت معظم المنشورات التي تفاعلت مع الحملة. فكيف لنا أن لا نتواصل ونحن، في طبيعة الأمر، شعبٌ واحد؟ ولكن في الوقت ذاته التواصل هو فعلٌ سياسي في جوهره. وإن تمعنّا في فعل الـ”تواصل” داخل سياق الحاضر الفلسطيني، سنلحظ أمرين، أولًا، لقد مرّ الوطن والشعب الفلسطيني في صيرورة تاريخية فكّكت ذاته الجماعية جغرافيًّا وسياسيًّا، ساهمت في ذلك المشاريع الوطنية المجزَّئة والمجزِّئة، وما زالت تحصر فعلها في قطعة معيّنة من الأرض، أو على عدّة قطع مجزّئة وليس كلّها، أو باسم حقوق فئات معيّنة من الشعب وليس كلّه. ثانيًا، نشوء الإرادة لدى الجيل الشاب  تحديدًا، في ظل غياب أي مشروع وطني جامع، لتخطّي السقف المنخفض لدى القيادة التقليدية، والتشبيك مع أرجاء الوطن “متعديًّا” لحدود الاستعمار ومتبنّيًا ممارسة تتراكم وتتحوّل شيئًا فشيئاً إلى نهجٍ ورؤية مستقبلية وطنية، ووفقها، يتحتّم على أي مشروع تحرّري وطني ذو مصداقية أن يلزم حدوده التنظيمية وأهدافه الوطنية وفق امتداد أرض الوطن والشعب.

كيف يصبح التواصل تهمة؟ 

بالنسبة لسؤال: لماذا يتم تشتيتنا، اقتلاعنا، وقتلنا؟ فالإجابة تكمن في الطبيعة الاقتصادية السياسية للمنظومة الاستعمارية الاستيطانية التي تأسّست على مبدأ “مراكمة الأرض”، (وولف، 2012) وبذلك اقتطاع كل حياة تنمو عليها وتدميرها واستبدالها، التي بدورها تعتمد على السردية الأيديولوجية الصهيونية، أن هذه الأرض (كل الأرض) هي الملكية الحصرية والتاريخية للمستوطن اليهودي، وأن كل شعبٍ سبقه، عرضة للتطهير. أما بالنسبة لسؤال كيف يتم تشتيتنا، اقتلاعنا، وقتلنا؟ التقسيم والمحو، والتقسيم من أجل المحو. تنتج المستعمرة آليات إنهاء/ محو وجودنا على الأرض وفصل علاقتنا معها. استهداف وجودنا متعدّد الأشكال، ويتضمّن طردنا من وطننا، وسجن من يبقى منّا داخله في سجونٍ كبيرة وصغيرة. يرافق منظومة الحبس الجماعي هذه بعدٌ هامٌ جدًّا، يجب تحديده وتمييزه في المستعمرة الصهيونية ونواياها لفكّ وحدة الوطن، سأحاول تفصيلها هنا، نحو إعادة تعريف ما يُسمّى بالـ”الفصل العنصري” في فلسطين. 

منذ انطلاقة الحركة الصهيونية، بدأ القادة الصهاينة مثل فلاديمير جابوتنسكي، في التنظير لسبل إخضاع الشعب الفلسطيني للمشروع الصهيوني، فهو كان متأكدًا أن هذا الشعب لن يقبل طوعًا بمشروع بناء دولة يهودية على أرضه، فكتب: “يقاوم كل السكّان الأصليين في العالم المستعمرين طالما أن لديهم أدنى أمل في أن يتمكّنوا من التخلّص من خطر الاستعمار” (جابوتنسكي، 1923). رفضْ الفلسطينيين للمشروع الصهيوني أمرٌ لا مفرّ منه، ولذلك حدّد جابوتنسكي استراتيجية سياسية عسكرية لضمان نجاح الطموحات الاستعمارية على الرغم من المقاومة الحتمية لها: “يجب أن يتوقّف الاستعمار الصهيوني أو يستمرّ بغضّ النظر عن السكّان الأصليّين. ممّا يعني أنه لا يمكن المضي قدمًا والتطوّر إلا تحت حماية سلطة مستقلّة عن السكّان الأصليّين – خلف جدار حديدي لا يمكن للسكّان الأصليّين اختراقه” (جابوتنسكي، 1923). أي لكي تتحقّق المساعي الصهيونية كان عليها أن تتمسّك منذ ولادتها بقوّة عسكرية تسحق مقاومة ومساعي الشعب الفلسطيني السياسية في وطنه، هو جدارٌ حديديّ يسلّح الحلم الاستعماري الصهيوني عبر سحق الشعب الأصلاني سياسيًّا وعسكريًّا ومعنويًّا، وفي النهاية دفعه إلى تذويت الهزيمة وحتميّتها في المعركة ضدّ الاستعمار. 

منذ ذلك الحين، تمظهر “الجدار الحديدي” في العديد من الأشكال، منها الجدران الإسمنتية العالية، وسلاسل المستوطنات المتتالية، التي عملت على تفكيك وطننا وهندسته من جديد وفق مخطّطات جيوسياسية تقوم على تقطيع  المدى الاجتماعي الفلسطيني، وصولًا إلى محوه. سياسة التجزئة هذه مستمرّة منذ بداية العملية الاستعمارية الاستيطانية، وفي حين عزّزت من التواصل السكني الاستيطاني قامت في تقطيع التواصل السكني الفلسطيني. فمثلًا، بعد نكبة 1948 وإقامة “إسرائيل” شكّلت المستوطنات أداة تفرقة في الجليل الأعلى لفلسطين على حدود لبنان لفكّ التواصل الجغرافي والحدّ من قدرة قرى الجليل التي نجت النكبة من استيعاب اللاجئين العائدين إليها. وفي العقد الذي تبع استكمال استعمار فلسطين عام 1967، وضع أريئيل شارون، وزير الزارعة في حينه، مخطّطات الاستيطان في الضفّة الغربية، التي حدّدت موقع المستوطنات على امتداد غور الأردن، لفصل الضفّة الغربية عن الضفّة الشرقية وفق مخطّط “ألون”، وفي مناطق شمال غرب الضفّة الغربية المحتلّة لفصلها عن قرى عربية في الداخل (مثل قرى المثلّث)، وعلى المرتفعات الجبليّة والمواقع المطلّة على الطرق الرئيسية لفصل المستوطنات وشوارعها الالتفافية التواصل ما بين القرى والمدن الفلسطينية في الضفّة عن بعضها البعض. (Aronson, 1997 Weizman, 2017) 

هذه هي العمليّات التي مارسها الاستعمار الاستيطاني على أرض فلسطين ليمارس من خلالها الفصل العنصري، أو ما يسمّى بـ”الأبارتهايد“. ويجب علينا أن نفهم التقاطع والاختلاف مع منظومات الفصل العنصري المختلفة مثل نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا. فالجدران في فلسطين لا “تحافظ على طهارة الأبيض” وحسب، بل هي جدران تفكّك الوحدة الجغرافية الفلسطينية، تخترقها وتمزّقها. وكما تفسّر ناعومي كلاين: “كانت البانتوستانات في جنوب أفريقيا في الأساس معسكرات عمل، وهي طريقة لإبقاء العمّال الأفارقة تحت المراقبة والرقابة المشدّدة حتى يعملوا بثمن بخس في المناجم. ما أنشأته “إسرائيل” هو نظام مصمّم للقيام بالعكس: لمنع العمّال من العمل، شبكة من أقفاص الحجز الصغيرة لملايين الأشخاص الذين تم تصنيفهم على أنهم فائضون في الإنسانية (surplus humanity)”. (Klein, 2008 p. 442) يسعى المستوطن إلى تملّك الأرض (كل الأرض)، ولذلك فهو يتواجد على الناحيتين من الجدار، ويسعى بذاته إلى تفكيك الذات الجماعية الفلسطينية. أي أنّ الهدف من ذلك، كما يكتب الأسير الفلسطيني وليد دقّة، “ليس الفصل العنصري بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنما العنصرية هي أداة لتحقيق الهدف الأساسي الذي هو إعادة صهر الوعي الفلسطيني بما يتّسق ومشروع الدولة العبرية”. (دقّة، 2010) يأخذ “الجدار الحديدي” شكلًا محدّدًا قد تبنّاه القادة الصهاينة في عصرنا، وهو ذات النهج الذي حمله وزير الحرب الأسبق، موشيه يعلون، والذي قاد الحملة العسكرية خلال الانتفاضة الثانية وهدفه “صهر الوعي الفلسطيني”، الذي يتجلّى في نهجٍ استعماري شامل يهدف إلى شلّ القدرات الشعبية النضالية ودفع الشعب الفلسطيني إلى تذويت الهزيمة وعدم جدوى المقاومة، والقبول بالأمر الواقع. يحصل ذلك حين يتصدّي الاستعمار للمقاومة عبر صدم المجتمع الفلسطيني بالمزيد من العنف الاستعماري المفرط، وإلحاق ذلك بالمزيد من العزل والتفرقة، حيث يتم تثبيت أنظمة السيطرة والاحتجاز من جهة، وتحطيم البنى التحتية المعنوية والجغرافية التي “تجسّد مقولة الشعب الواحد في الحياة اليومية” من جهةٍ أخرى. (دقّة، ٢٠١٠)

إذًا نظام الـ”فصل العنصري” يهدف إلى تسهيل العمليّة الاستعمارية لسرقة الأرض الفلسطينية، من خلال خنق، إخضاع وهزيمة التجمّعات الفلسطينية المقلّصة والمتفرّقة. النتيجة هي تجمعات فلسطينية مختلفة مصهورة الوعي، تناضل وفق الحدود الجديدة دائمة التجدّد، وتجنّد مقوّماتها الجماعية لتحصّل مطالب وحقوق محدودة لا تهدّد السيادة الصهيونية والفوقية اليهودية على الأرض (كل الأرض). 

لماذا نتواصل؟ 

شهدت السنوات الأخيرة عددًا من الحملات والحراكات المتنوّعة التي هدفت بطريقةٍ أو بأخرى إلى تحدّي الحدود الاستعمارية و”لم شمل” الفلسطينيين. وقد بدأ الشباب تحديدًا، شيئًا فشيئَا، يرى التواصل عبر الحدود أولوية في أي عمل سياسي فلسطيني جماعي، في وقت ما زالت المؤسسات والمنظمات السياسية الوطنية تعمل في غالبيتها وفق الحدود الاستعمارية، وهي لا تدعي ولا تستطيع أن تدّعي أنها تمثل المصلحة الوطنية الجامعة، التي تمثّل مجموع الشعب الفلسطيني. 

نشاط “متواصلون” تبلور في سياق الفراغ السياسي الذي أشرنا له، ولكن أيضًا في سياق تتراكم فيه المبادرات الفلسطينية لتوحيد الصفوف اجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا عبر الحدود. تتميّز هذه التحركات ببعدٍ سياسي هام يعيد تعريف جغرافيّة العمل الوطني الفلسطيني على أساس الحدود الوطنية الكاملة والامتداد الشعبي الكامل. عبر رصد تراكم تلك التحركات، ولو سطحيًّا، أعتقد أنّه يمكننا إعادة تخيّل الآفق السياسي المحصور في حدود الاستعمار.    

أرسى الفراغ السياسي على المستوى الرسمي هم “لم الشمل” الفلسطيني على بعض المؤسسات الثقافية والحقوقية (مثل “بلدنا”، “بديل”، “القوس”)، التي عملت على تقوية العلاقات بين الشباب الفلسطيني، تحديدًا في الضفة المحتلة وفلسطين المحتلة 48. بحكم طبيعتها كمؤسسات خاضعة للقانون المحلّي وفق ذات التقسيمات، قد تبقى آفاق هذه المبادرات محدودة، ولكن رغم قلّتها ومحدوديتها، يمكننا القول أن هذه المؤسسات عملت بشكلٍ أو بآخر على تنشيط الشبكة الفلسطينية الاجتماعية.

أرشيف جريدة الاتحاد، 28 أيار 1982
أرشيف جريدة الاتحاد، 28 أيار 1982

أيضًا الحركات الطلابية الفلسطينية تعاملت مع مفهوم العمل الوحدوي بجديّة. فقد شهدنا مبادرات ومشاريع ونشاطات طلابية جمعت ما بين بعض الكوادر الطلابية الفلسطينية المتواجدة في الداخل، والضفّة وغزّة والشتات، عبر حدود الوطن الداخلية والخارجية. ورغم بعدها عن إيجاد حركة طلابية فلسطينية جامعة ومُمأسسة وذات قوة تمثيلية وموحّدة تؤثر على أرض الواقع، إلاّ أنه في السنوات الاخيرة شهدنا تحدّيًا لهذه الظروف، حيث اجتمعت الكتل الطلابية الفلسطينية الحزبية منها وغير الحزبية في فلسطين المحتلة 48، والضفة المحتلة وغزة والشتات، واشتركت في صيانة مشاريع، نشاطات وفعاليات مختلفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، التي استهدفت الجمهور الطلابي في جميع أماكن تواجده، ونتج عنها مثلًا صفحة فيسبوك “صوت طلبة فلسطين”. ورغم حساسية هذا العمل المشترك، وسيولته وعفويته، فقد استطاع تصعيد التناقضات والاختلافات إلى السطح وتفعيل نقاشات داخلية نحو التفكير في الموارد المشتركة المتوفرة، وإمكانية تخيّل مستقبل ما يجمعنا تحت حراك طلابي فلسطيني ما. 

أمّا الحراك النسوي” طالعات”، الذي نشأ في نهاية 2019، هدف إلى رفع سقف النضال الاجتماعي والسياسي الفلسطيني، ولكنّه أيضًا استطاع أن يشكّل نموذجًا ناجحًا من حيث رفع السقف التنظيمي للعمل الوطني، إذ تجاوز الحراك التقسيمات الاستعمارية وعمل على التنسيق الجماعي مع الفلسطينيات من فلسطين المحتلة 48 والضفة المحتلة وغزة والشتات. بل إن المساحات المختلفة التي شهدت صعود واستمرارية هذا الحراك، ترك فيها أثرًا عزز هويّة المكان والانتماء الجماعي للفلسطينيات والفلسطينيين. فإن كنت تمشي اليوم في زقاق مخيم عين الحلوة، أو حيفا، أو رفح، أو رام الله، أو عمان، قد تصادف ذات المنشورات الصفراء وشعارها “وطن حر نساء حرة”. هذا النوع من الحراكات يحاول بناء نهج جديد من العمل الوطني، يبدأ من “إعادة تعريف التحرر الوطني في فلسطين” (أسعد، 2019) أي إعادة ترتيب الأولويات القيميّة واعادة رسم الحدود الجغرافية التي تشكّل الخطاب والعمل الوطني الفلسطيني، من أجل إشراك جميع بنات وأبناء الوطن في عمليّة التحرير والتحرّر.

نحو مستقبل ما

تتموضع التجربة الفلسطينية الجامعة والجدليّة داخل المسافة الواقعة ما بين الاقتلاع والتجذّر، التمزّق والحياكة، التشتيت ولم الشمل، الموت والوجود، الحضور والغياب، الإحباط والامل، صهر الوعي وصقل الذات. فإذا كان الاستعمار يجنّد جميع موارده الامنية  والتعليمية والثقافية والسياسية بهدفِ تفكيكنا، يكمن تفكيك الاستعمار في عمليّة إعادة بناء الذات الفلسطينية المفككة. 

هذه الحراكات تعاني من العديد من المحدوديات، مثل لحظيتها وعدم استمراريتها وانحصارها على فئات طبقيّة وثقافية معيّنة من المجتمع، وعدم قدرتها على التواصل مع الفئات المحليّة المهمشّة. ولكن وإن نظرنا الى الحاضر من وجهة نظر المستقبل، يمكننا رؤية هذه التحرّكات كسوابق صغيرة وهامشية لمستقبل مختلف يتمّ بنائه في الحاضر. لعل هذا يفتح فسحة أفق لمستقبل يكون فيه الشعب وتوصله مع ذاته وأرضه هو الذي يجسّد الوطن، وليس حدود دولة الاستعمار. أي أن قضيتنا هي قضية شعب مسلوب من أرضه ووطنه يحاول بنائه\استرجاعه وهو ليس قضية دولة وليس مشروع جزء من دولة على جزء من الوطن.

يمكننا القول أن “التواصل”، كفعل وممارسة ومشروع، يشكل خطوةً في عملية تفكيك الاستعمار والتحرر الوطني. بل إنه جزء من معركة وطنية، يشارك فيها جميع الفلسطينيات والفلسطينيين ومحيطهم العربي، على جبهة بناء الوطن، وحياكة أواصله الاجتماعية والثقافية، وتنشئة مقوماته السياسية والنضالية. علينا أن نبدأ من هنا، لمحاربة المنظومة ولكن أيضًا من أجل لم شمل أجزاء ذاتنا الجماعية في طريقنا إلى تحرير الذات. سيادتنا تكمن في وجودنا كشعب، وعلى أي مشروع تحرري أن يستثمر القوة الكامنة في الشعب والعلاقات الطبيعية التي تجمعه، والتي في داخلها تكمن لُحمة تذّوب الجدران الحديدية. أمام منظومة قطع الأواصل سنبقى وسنتواصل. 

الهوامش:

  • باتريك وولف. “الكولونيالية الاستيطانية واستئصال/ محو السكان”، ترجمة: داليا طه، مجلة الدراسات الاستعمارية ، العدد 2:1 (2012).
  • Geoffrey Aronson, “Settlement Monitor” Journal of Palestine Studies Vol. 27, No. 1 (Autumn, 1997), pp. 126-135.
  • Naomi Klein. (2008). The Shock Doctrine: The Rise of Disaster Capitalism. London: Penguin.
  • WEIZMAN, E. (2017). ““Fortifications: The Architecture of Ariel Sharon” in HOLLOW LAND: of Occupation. VERSO Books.
  • Vladimir Ze’ev Jabotisnky (November 4, 1923) “The Iron Wall”’ https://www.jewishvirtuallibrary.org/quot-the-iron-wall-quot
  • وليد دقة. “صهر الوعي أو في إعادة تعريف التعذيب”، (تقديم: عزمي بشارة). الدار العربية للعلوم ناشرون ومركز الجزيرة للدراسات. بيروت، 2010.
  • سهير أسعد. “طالعات.. نضالنا لاستعادة السياسة “منهم””، متراس، نشر في:  29 أيول 2019، شوهد في: 21 شباط 2021، في: https://metras.co/%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d9%86%d8%b6%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d9%85%d9%86%d9%87%d9%85/ 
ShareTweetPin
أمير  مرشي

أمير مرشي

اقرأ أيضًا

لماذا علينا أن نقاطع انتخابات الكنيست والمجلس التشريعي معًا؟
سياسة ومجتمع

لماذا علينا أن نقاطع انتخابات الكنيست والمجلس التشريعي معًا؟

مهند أبو غوش
04/20/2021
الغايب عذره معاه
سياسة ومجتمع

الغايب عذره معاه

أ. م. و.
04/17/2021
يوم الأرض: تمدّد المصادرة والاستيطان
سياسة ومجتمع

يوم الأرض: تمدّد المصادرة والاستيطان

ديما كبها
04/03/2021
حراك الأشخاص مع إعاقة: الإضراب 63 يومًا من أجل الحصول على تأمين
سياسة ومجتمع

حراك الأشخاص مع إعاقة: الإضراب 63 يومًا من أجل الحصول على تأمين

نمير مُغربي
03/24/2021
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد

جميع الحقوق محفوظة - اتجاه 2020

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد